إيران من الداخل

 

يشهد المجتمع الإيراني تحولات كبيرة في المواقف ونمط الحياة، والفجوة تتسع مع إيديولوجية النظام.

في أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، أشرفت وزارتا الثقافة والداخلية على مسح وطني لحوالي 16 ألف إيراني.

وقد نشرت "بي بي سي" الفارسية أجزاء من النتائج، ومنعت الحكومة من الكشف عنها.

لماذا؟ لأن النتائج تظهر فجوة هائلة بين ما يعتنقه النظام ووجهات النظر العامة.

قال 72.9% من المستطلعين إنهم يوافقون بشدة على ضرورة الفصل بين الدين والسياسة - مقارنة بـ 30.3% قبل ثماني سنوات.

وتظهر النتائج أيضًا انخفاضًا في الالتزام الشخصي بالشعائر الدينية مثل الصلاة والصيام، والشعور السائد بأن الاتجاه يميل نحو المزيد من الانحلال وعدم التدين، وزيادة المشاعر ضد ارتداء الحجاب.

وقد كتب أحد المحللين الإيرانيين في الخارج أن "الجمهورية الإسلامية أصبحت الآن تسمية خاطئة جوفاء. إنها دولة دينية قامت عن غير قصد بعلمنة السكان.  جمهورية دمرت قاعدة المشاركة التي استعملتها ذات يوم لإضفاء الشرعية على حكمها".

يثبت هذا الاستطلاع، مرة أخرى، أن لا علاقة لمجتمع ما بعد الثورة الإيرانية بمبادئ الثورة وخياراتها، وأن سياسات الغلق والكبت، على مدى عقود من الزمن، أدت إلى نتائج عكسية، ولهذا يرى مراقبون أن مستقبل إيران سيكون علمانيا قوميا، وسيفرض المجتمع، في الأخير، رؤيته على النظام وخياراته.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.