قراءة في الضربة الإسرائيلية...عُقدة الردع واستعادة الهيبة

 

الهجوم الإسرائيلي على أصفهان محدود، والنفي الإيراني قد يُعفي النظام في طهران من الرد.

وسواء كانت الضربة الإسرائيلية بطائرات من دون طيار صغيرة ضد إيران قد انطلقت من داخل إيران أو من دول مجاورة، فإن هذا الرد الهزيل يوضح ما يلي:

- أن الضربة الانتقامية الإيرانية نجحت في تحقيق "الردع الفوري" على المدى القصير.

- أن وضع الردع الإسرائيلي في مواجهة أعدائها قد ضعف كثيرا.

- أن اعتماد إسرائيل المفرط على المساعدات العسكرية الأمريكية قد قيَد قدرتها على حسم الحرب.

- أن إسرائيل لم تعد قادرة على إبراز صورة الردع، ولا استعادة الهيبة العسكرية.

- أنه لم تنجح القوة الغاشمة الساحقة ضد الفلسطينيين (الردع التراكمي) ولا الضربات الساحقة ضد إيران (الردع التقليدي).

- أن سياسة الانفراد بغزة وإسكات الجبهات الأخرى، لم تنجح، ومشاغلة إسرائيل بجبهات أخرى، وإن كانت محدودة لكنها مقلقة ومشتتة، تحقق قدرا منه.

والضربة الإسرائيلية محدودة ولم تتجاوز السقف الأمريكي، ولا تُحقق الردع ولا تستعيد بها الهيبة. ومن الناحية التقنية، يُعدَ هذا خفضا للتصعيد. ويبدو أن الإيرانيين قد تم تحذيرهم، وقللوا من شأنها، وهذا احتواء للتصعيد.

وكثيرون كانوا متخوفين من التصعيد المتبادل، لأن أخطر لحظة في أي تنافس جغرافي إستراتيجي هي عندما يُغيَر الطرفان قواعد الصراع، لكن احتواء التصعيد غلب، على الأقل حتى الآن.

ويبدو أن معظم الخبراء والمحللين السياسيين في إيران متفقون على أن هدف إيران كان استعادة الردع وعدم الدخول في حرب.

والسؤال الأكثر إلحاحا الذي يطرحه الخبراء في إيران حاليا هو ما إذا كان هذا الرد الإسرائيلي الأخير نهائيا، على الأقل في الفترة الحالية، أم مجرد البداية.

والخلاصة أن: الضربة الإسرائيلية على هامش الصراع، فقواعد الاشتباك يُعاد كتابتها في ساحة المعركة، وغزة لا تزال تنزف، وساحات أخرى لا تزال ساخنة.

إيران وإسرائيل تتقاذفان بالنيران، وتختبران الضربات المحدودة والمحسوبة، وتتبادلان الرسائل بالصواريخ والمسيّرات عبر سمائنا، وما تفعلانه يؤثر كثيرا في مستقبلنا، والعرب يراقبون ما يحدث دون أن يكون لهم بصمة ولا قول في هذا كله!

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.