جاهز للاستثمار فيها بأموال خليجية..."كوشنر" يستعجل "تطهير" غزة

 
يقول جاريد كوشنر، أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية في عهد الرئيس ترامب، إن "ممتلكات الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة".
ويوصي صهر دونالد ترامب أيضا، في مقابلة بجامعة هارفارد في 8 مارس الجاري، إسرائيل بتجريف منطقة صحراء النقب ونقل الفلسطينيين إليها. "أعتقد أن هذا خيار أفضل، لذا يمكنك الدخول وإنهاء المهمة".
 
وكرر هذه النقطة، قائلا: “أعتقد أن فتح النقب الآن، وإنشاء منطقة آمنة هناك، ونقل المدنيين إليها، ومن ثم الدخول (إلى غزة) وإنهاء المهمة سيكون الخطوة الصحيحة".
 
وقال إنه لو كان مسؤولا عن إسرائيل فإن أولويته القصوى ستكون إخراج المدنيين من مدينة رفح الجنوبية، وأنه بـ"الدبلوماسية" قد يكون من الممكن إدخالهم إلى مصر.
 
"كوشنر" ليس يهوديا أرثوذوكسيا صهيونيا مريضا، إنه يدرك ويعقل ما يقول، فهو تاجر عقارات، عاشق للاحتلال، داعم قوي لحركة الاستيطان، يعبد المال وإسرائيل، استثمر منذ أشهر في شركة إسرائيلية (مجموعة شلومو)، وفي العام الماضي جمع صندوقه الاستثماري ثلاثة مليارات دولار من دول الخليج، وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال، فإن مليارين منها من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صديق مقرب من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، متحمس جدا لتطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني، يأخذ المال من الخليج ويصبه في استثمارات إسرائيلية.
 
ليس غريبا عليه مثل هذه التصريحات التي رآها مراقبون غربيون جنونا، لا يعنيه من أمر غزة شيئا، يريد أن يراها مسحوقة ركاما من الأنقاض، ليستثمر في أرضها وبحريا، لا يرى أي قيمة للبشر هناك، والحل سهل بالنسبة إليه: تحملهم الجرافات إلى صحراء النقب في عزلة موحشة، ويتخلص من صجداعهم ايتفرغ للاستثمار في الشريط الساحلي لغزة بأموال عربية تحت حماية إسرائيلية وبإسناد من الميناء العائم الأمريكي، والبقية من سكان غزة، يمكنه إقناع مصر بإدخالهم وحشرهم حشرا في منطقة مُسيجة في صحراء سيناء، وهكذا يتخلص "كوشنر" صهر ترامب من "غزة" التي صدعت رؤوسهم ورأس مموليه الخليجيين.
 
"كوشنر" مرتاح للإبادة الإسرائيلية لغزة، يتلذذ بسحق من يقاوم أطماعهم، ومشكلته ليس مع هول المجازر، فالفلسطيني في عقيدتهم لا يستحق الحياة، وإنما من بقي ولم تسحقه القنابل الأمريكية، انتظر طويلا إنهاء إسرائيل من مهمة التخلص منهم، والآن بعدما تبين لهم استحالة القضاء عليهم جميعا، والوقت ينفد، يريد أن يتخلص منهم بالموت البطيء وترحيلهم إلى النقلب، وهو عينُ ما اقترحه أحد أوفياء المجلس الحربي الصهيوني، السيسي، منذ فترة.
 
في غزة، كل أشكال التطهير والسحق ينبغي أن تُجرب بالنسبة إلى "كوشنر"، ليس على الكيان المحتل أن يستغني عن أي طريقة لمحو غزة، ليخلو لهم برها وبحرها، ويحطمون بسحقها آخر قلاع المقاومة في البلاد العربية، وبسقوط غزة يُسيمون المنطقة كلها سوء الإذلال والاستتباع ويستبحون أرضها وبحرها، لكن كوشنر أنطقته الأوهام والأمانيَ، وغزة عصية على الإخضاع وعلى أرضها تُحطم أحلامهم وفي أنفاقها يُدفن مشروعهم.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.