قراءة في ردَ حزب الله

 

ردَ حزب الله على اغتيال القيادي العسكري، فؤاد شكر، يعكس عملية الوعد الصادق الإيرانية، حيث كان الهدف إظهار القدرات الهجومية لا تنفيذ ضربة عالية التأثير.
 
في الظروف العادية قد يكون هذا مساعدا في إرساء قوة الردع، لكن لأن العملية الإيرانية حدثت في بيئة إقليمية مضطربة، فإنها لم تلق استحسانا، خاصة عندما نظرت إليها إسرائيل ضمن الحرب الوجودية التي تخوضها.
 
فيالبداية، أرسلت إسرائيل الإشارة عبر قصف منشآت أصفهان، وقد قلَل الحرس الثوري من أهميتها أو تجاهلها تماما. ويعتقد الحرس الإيراني أن "الوعد الصادق" كان كافيا لوضع قواعد جديدة للاشتباك، ولا سيَما فيما يتعلق بمسؤولي الحرس الثوري الإيراني ومستشاريه والعمق الإيراني.
 
وكانت قواعد الاشتباك الجديدة هذه غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة لإسرائيل. ولم تكد تمر أشهر قليلة على الضربات النارية الإيرانية حتى مسحت إسرائيل الخطوط الحمراء الثلاثة: مستشار عسكري قُتل في لبنان، ومسؤول في سوريا، وهنية في طهران (العمق الرئيسي). وأعاد هذا طهران إلى حالة ما قبل عملية "الوعد الصادق".
 
وكان من المفترض أن يكون رد حزب الله المتوقع متعدد الأبعاد ويهدف إلى معالجة:
 
أ. اغتيال فؤاد شكر، قواعد الاشتباك الجديدة من قبل إسرائيل
ب. اغتيال هنية بالتنسيق مع رد إيران والمحور.
ج. وقف إطلاق النار في غزة و"جبهة الدعم".
 
وبسبب القرب الجغرافي، كان من المتوقع أن ينفذ حزب الله ضربات إستراتيجية ذات تأثير كبير لأنه الأقوى والأكثر قدرة بين المحور بأكمله وسينفذها نيابة عن الآخرين، لم يحدث ذلك لأن حزب الله قرر العمل ضمن قواعد الاشتباك.
 
من وجهة النظر الفلسطينية، كان هذا القرار غير منتج، وخاصة بعد انهيار محادثات وقف إطلاق النار، حيث حصلت إسرائيل الآن على تصريح مجاني يسمح لها بإطالة أمد الحرب، لأن حزب الله لن يتجاوز "جبهة الدعم" العاملة ضمن حدود وقيود، وحتى عندما دعت المقاومة الفلسطينية علناً إلى "جبهة كاملة". ومع ذلك، وكما ذكرنا، فإن هذا يعكس حسابات عملية "الوعد الصادق".
 
والنتيجة قد تكون مماثلة لعملية الوعد الصادق الإيراني، في أبريل الماضي، حيث لا تأخذ إسرائيل في الاعتبار القدرات فحسب، بل وأيضاً الإرادة السياسية.
 
بما أن ضربة حزب الله لم تؤثر في وقف إطلاق النار، فمن المرجح أنها لن تكون قادرة على إرساء الردع فيما يتعلق باغتيال كبار قادة حزب الله. ولهذا ربما، كل شيء سيعود إلى نقطة البداية قريبا.
 
وإطلاق المقاومة في غزة لصاروخ M-90، مما أدى إلى إصابة مباشرة في تل أبيب بعد ساعات فقط من ردَ حزب الله، كان إشارة واضحة إلى أنها تريد تغطية المساحة التي أتاحها رد حزب الله المنخفض التأثير، أو تستدرك عليه، ولا تريد أن تفقد موقف القوة على طاولة المفاوضات.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.