حروب ترامب الداخلية أشرس
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 90
دونالد ترامب ليس الشخص نفسه الذي دخل المكتب البيضاوي قبل سنوات. إنه أكثر دراية بالسلطة وكيفية ممارستها. وكلماته، هذه المرة، لها وزن أثقل بكثير مما كانت عليه في عام 2017.
وربما ترامب عازم على تحويل الرؤية التي يتقاسمها هو وأنصاره الأكثر حماسة إلى سياسة. وقد ينجح، بعض الشيء، هذه المرة.
بعد فترة وجيزة من أدائه القسم، وعد الرئيس ترامب بإحلال السلام في العالم وإعادة احتلال قناة بنما وتوسيع أراضي أمريكا. بدا هذا الأخير أشبه بإعلان حرب، وهو الأول في تاريخ خطابات تنصيب رؤساء الولايات المتحدة.
كانت صورته للعصر الذهبي الجديد مختلفة تمامًا عن عام 2017 عندما تحدث عن "المذبحة الأمريكية". لكن خطابه هذه المرة حمل أفعالًا أكثر تحديدًا، بما في ذلك العدوان على جيران أمريكا، والقوات الأمريكية على الحدود المكسيكية، وبدء عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وإنهاء دعم السيارات الكهربائية وعصر جديد من "الحفر والتنقيب".
محاطًا بأغنى رجال العالم، مع ثروة تزيد عن تريليون دولار في الغرفة، يتصدرها إيلون ماسك (434 مليار دولار)، وجيف بيزوس (240 مليار دولار) ومارك زوكربيرج (212 مليار دولار)، كانت عودة ترامب مباركة بما أسماه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الأوليغارشية الجديدة.
لم يسبق من قبل أن احتك مثل هذا الثراء بأكتاف رئيس ملياردير أيضًا. كان ترامب يستعمل عودته لتوسيع ثروته الخاصة. في الأيام التي سبقت التنصيب، أضاف مليارات إلى ثروته، وتبعته زوجته ميلانيا بعرضها الخاص للعملات المشفرة. كما قدم عرضًا للولايات المتحدة للحصول على حصة 50 في المائة في تطبيق "تيك توك"، المملوك للصين، وكان شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، حاضرًا أيضًا في حفل التنصيب اليوم.
كان التباين بين ترامب وأسلافه، بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما، وبايدن، يشير إلى تغيير النظام أكثر من كونه انتقالًا عاديًا للسلطة. وأُقيم الحفل في غرفة تم تخريبها قبل أربع سنوات من قبل أنصار ترامب الذين زعموا أن انتخابات 2020 سُرقت.
ربما حروب ترامب الداخلية، في عهدته الثانية، الثقافية والسياسية والاقتصادية، أكبر وأشرس وأهم من حروبه الخارجية إن كانت له حروب خارجية.
#الحروب القادمة
يبدو أن إدارة ترامب الجديدة أقل تعددية من الإدارة الأولى. ويبدو أن الولايات المتحدة تخطط لانتهاج سياسة لا تعترف فيها إلا بثلاث قوى عالمية: الولايات المتحدة نفسها، والصين، وروسيا. ويبدو أن ترامب لا يهتم كثيرا بأوروبا، ويولي اهتماما ضئيلا ببقية العالم.
لا يبدي ترامب أي قلق بشأن ما إذا كان الأوكرانيون سيتنازلون عن القليل أو كثير من الأراضي للروس، لأنه أوضح بالفعل أن حلف شمال الأطلسي يتحمل قدرا كبيرا من اللوم عن الحرب.
كما يبدو أن ترامب غير مهتم ببحر الصين الجنوبي أو تايوان، لأنه لا يستبعد الاستعمال العسكري لضم الأراضي إلى الأراضي الأمريكية. وكأن عالم ترامب لا يتسع إلا لهذه هذه القوى الثلاث، مما يضحي بعقود من تطوير المنظمات العالمية.
وكلما قلَت التعددية، زادت العسكرة والحروب. هناك احتمال كبير لاندلاع حرب أكبر من تلك التي اندلعت في أوكرانيا في السنوات القادمة؛ ولكننا لا نعرف بالضبط متى قد تحدث.
في السنوات الثلاث الماضية، كان العالم يصنع خمسة أضعاف عدد القنابل، ويوسع مصانع المركبات المدرعة، ويكثف توسع أحواض بناء السفن العسكرية في الشرق، ناهيك عن زيادة الرؤوس الحربية النووية.
أوروبا في أزمة سياسية، متورطة في معارك أيديولوجية تمامًا مثل الولايات المتحدة. هناك عديد من النزاعات الحدودية في آسيا، وعندما يتماشى كل هذا مع مخزونات الأسلحة المرتفعة، يشعر القادة بالقوة الكافية لحل خلافاتهم بالرصاص.
