إذلال "إسرائيل"...من الطوفان إلى المنصة
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 86
- لو كان القائد السنوار حياً لقلنا إنه وراء إخراج هذه المشاهد التي تحمل رمزية ورسائل من جهة، وتفرض معادلات جديدة على الكيان العبري من جهة ثانية، لكن هذا الاتقان والإخراج والتنفيذ يشير إلى أن مدرسة الرجل في إدارة الصراع وقراءة العمق الإسرائيلي وتوجيه النقاش السياسي للاحتلال، مستمرة داخل كتائب المقاومة.
- شعارات فرقة غزة وشعار الاستخبارات العسكرية وشعار جهاز الشاباك، بجانب شعارات تعود لوحدات قتالية إسرائيلية تلقت ضربات موجعة في الحرب، تكمن أهمية استعراضها على المنصة، في أن الصورة التي ستظهر تحمل شعارات من خذل هؤلاء المجندات الأسيرات.
- وأن الحفلة الأخيرة لن تمر دون تذكير الفلسطيني، أولا، بفشل كل من هذه الوحدات الحربية للاحتلال، وما يعنيه ذلك من صناعة وعي ما بعد الطوفان، والإسرائيلي ثانيا، وتذكيره بأن جيشكم الذي تفخرون به لم يحسم المعركة على الأرض، ولا الحرب النفسية ولا معركة الصورة والدعاية.
- وُضعت المجندات الأسيرات الإسرائيليات أمام شعار (طوفان الأقصى)، لتقول المقاومة للغرب وأمريكا والعالم، أن من حررهن هم رجال الطوفان وليس الجيش الاسرائيلي.
- وهذا المشهد هو أول ظهور لهن، يعني شاهده نتنياهو وكل إسرائيلي يتابع الحدث، وعليه يطغى على كل ما سيأتي بعده من مشاهد، بما يعني الإصرار على إلغاء أي إنجاز للجيش الإسرائيلي في مشهد التسليم، وتثبيت فكرة أن إطلاق سراح الأسرى تمَ بقرار وبطريقة المقاومة وليس بالشعار الذي سوَق له نتنياهو طيلة حرب الإبادة، وهو "أن الضغط العسكري فقط هو ما سيعيد الأسرى".
- والمشهد يفيض بالرمزية: فالطوفان من ورائكم وعلم فلسطين من أمامكم، وما يوحيه هذا من أن القرار والمكان والزمان والشكل والتنفيذ كله فلسطيني.
- سلاح "التاڤور" المصنع إسرائيليا في أيدي رجال المقاومة لحظة التسليم، والأصعب في هذا المشهد أن السلاح الإسرائيلي والأمريكي الذي أُعيد تصنيعه من قبل المقاومة واستعماله في عمليات أدت إلى مقتل جنود إسرائيليين، يُستخدم الآن للاستعراض أمام العالم، يعني بسلاحكم تواجهكم المقاومة، وبسلاحكم تستعرض عملية التسليم.
- الإعلام الإسرائيلي الذي تجاهل غزة وحماس وخطابها، قدر المستطاع، طيلة الحرب، كان اليوم ينقل لحظةً بلحظة كل تصريح ونفسٍ يخرج من غزة، لأن خطاب صاحب السيطرة على اللحظة هو من سينقله ويترجمه الجميع لكل اللغات.
- تفوقت المقاومة على ثلاث وكالات استخبارية رائدة في العالم، فعلى مدى ما يقرب من 500 يوم قامت طائرات التجسس والطائرات من دون طيار الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية بمراقبة واسعة النطاق لغزة، ولكنها فشلت في تحديد مكان الأسرى، ناهيك عن إنقاذهم، وسط حرب مكثفة على الأرض.
- حماس أهانت إسرائيل مرة بالطوفان، وثانية بالصمود، وثالثة بتسليم الأسرى.
- كل خطوة محسوبة، أماكن التسليم، زي الأسيرات، مظهر المقاتلين، كل شيء مصمم لغرس نصل إضافي في قلب المجتمع الإسرائيلي.
- هذه الصور ستظل محفورة في قلب جمهور الكيان، تعبيرا عن الفشل وكسر الكرامة. ومن حيث أرادوا أن يكسروا المقاومة، انكسروا هم وأصبحوا عبرة. ولن ينسوا اليوم مطلقا.
- كيان نووي مُحصن بترسانة أسلحة بحجم إمبراطورية، وقف في الأخير يشاهد أسراه بين مقاتلي المقاومة وهم يقررون متى وأين يتم تسليمهم، وسط احتفال الجمهور بين خطام مدينته المدمرة.
- المقاومة انتصرت في معركة الميدان ومعركة الأخلاق ومعركة الصورة. ويوما ما سوف تنتصر في معركة الأرض.
