"لعبة" رفح بين الاحتلال وأمريكا
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 83
يتركز الاهتمام الدولي منذ أسابيع كثيرة في حرب غزة على مسألة رئيسية واحدة، وهي هل ستقتحم إسرائيل "رفح"؟ ورقة الضغط التي تقوي رئيس الحكومة نتنياهو بتصريحات علنية متكررة عن "إعطاء تعليمات للجيش لتقديم خطط" و"المصادقة على الخطط".
هذا خطاب استثنائي، ليس لأن خططاً كهذه جاهزة من قبل دون إعلانات، بل لأنها تناقض المنطق الأساسي في "فنون الحرب": من ينوي الهجوم، يهاجم. ويفضل أن يكون ذلك فجأة، ولا يعلن عنه مرة تلو الأخرى.
يشير المحللون السياسيون إلى المكاسب السياسية التي يجنيها نتنياهو من هذه التصريحات. إذ إن رفح ورقة تسويقية، وحملته تستهدف مصالح قاعدته والحفاظ على اليمين المتطرف في حكومته، كما كتب المحلل يوسي فيرتر في صحيفة "هآرتس". وزير الدفاع غالنت وسفير إسرائيل في الولايات المتحدة، جلعاد أردان، الذين يكررون الرسالة نفسها.
هناك أيضاً رئيس المعارضة بني غانتس، السياسي الإسرائيلي الذي تحب واشنطن عناقه، أكد في الفترة الأخيرة أهمية العملية العسكرية في رفح.
هنا يدخل لاعب رئيسي آخر إلى إصدار جديد للأزمة: الإدارة الأمريكية. كلما هدد نتنياهو وحكومته بأن إسرائيل ستهاجم رفح، يزداد تجند الإدارة الأمريكية لمنع الهجوم النظري، إلى درجة أن العملية التي لم تحدث بعد، أصبحت أساساً لشرخ غير مسبوق في العلاقات بين الطرفين.
يوضح نتنياهو أن إسرائيل ستعمل أيضا من دون مصادقة من الولايات المتحدة، وترسل واشنطن بعثات مستعجلة ومعها تحذيرات شديدة كي لا يتجرأ على ذلك.
تبدو معركة التصريحات هذه مثل حملة انتخابات داخلية، أو حملة انتخابات مزدوجة، حيث الرئيس الأمريكي في سباق انتخابي، وتبدو مثل ورقة رئيسية في المفاوضات التي تجري الآن في قطر بين إسرائيل وحماس. لم يكن عبثاً أن يقترن إعلان مغادرة الوفد الإسرائيلي للمحادثات مع الإعلان عن الموافقة، للمرة المليون، على خطة الهجوم.
اجتياح رفح ومصير الغزيين هناك هما الآن المسدس الأكبر الذي تضعه إسرائيل على الطاولة لاستدعاء ضغط دولي كثيف لعقد الصفقة، والولايات المتحدة تزيد قوة هذا المسدس من خلال معارضتها الشديدة.