المقاومة لم تنكسر ولا تستجدي صفقة

 

بعد أكثر من ثمانية أشهر منذ 7 أكتوبر، تتعافى المقاومة في خان يونس، وتبذل قصارى جهدها في مخيمات الوسطي وفي شمال قطاع غزة، لاستعادة زمام الأمور وإظهار سيطرتها على الأرض، إداريا وأمنيا وعسكريا.

والمقاومة تتعلم كثيرا مما يحدث وتستخلص العبر مما يجعل عملية تفكيها صعبة في رفح، وهي تتبع إستراتيجية مختلفة ومطورة ومستحسنة عن الفترات الماضية من القتال، حتى المعارك الأخيرة في جباليا وحي الزيتون كانت مختلفة.

والضغط العسكري الذي يمارسه الاحتلال لا ينتج عنه تحول إستراتيجي في مواقف السنوار وحماس لم تنكسر، وما انهارت، ولا تطلب أو تستجدي صفقة كما أرادوا في حكومة نتنياهو.

يعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإنهاك والإرهاق، ويطلب هدنة وراحة. والمقاومة لم يُسمع لها أنين، ولا استجدت الهدنة، ولا أظهرت استكانة وميلا نحو تهدئة أو التنازل على حساب الأرض والشعب، وهي مدفونة معزولة ترصد أقمار التجسس، تقاوم جيشا مدعوما من القوى الكبرى.

والتنافر والتضارب بين قيادة الاحتلال السياسية وجنرالات جيشه يُهدَد الكيان بالتصدع والانقسام، وربما التصادم. ولم تتمكن كل محاولات أعداء المقاومة ومحاربيها من إحداث شرخ بين المجلس العسكري للمقاومة والمكتب السياسي، بين قيادة الداخل والخارج.

حالات الرفض والتمرد لجنود الاحتلال في تزايد، ولم يفرح الكيان وحلفاؤه وأتباعه بأي حالة تمرد واحدة داخل الكيان، أو حتى تنافر، بل تمكنت قيادة المقاومة من ترميم وضعها وتحسين أدائها والإبقاء على التحكم والسيطرة على الرغم من أطنان القنابل التي صُبت عليها من شمال غزة إلى جنوبها، وتقطيع أوصال المدينة ومحاولة الفصل بين كتائب المقاومة واستهداف قادتها الميدانيين.

لحظة صمود المقاومة وثباتها في هذه الحرب، بل وتحسين أدائها والاستفادة من دروس المعارك الأولى بعد الطوفان، وكسر حملة الإبادة الإسرائيلية، ستكون واحدة من أعظم اللحظات في التاريخ الفلسطيني.

لأول مرة، سيدرك الاحتلال أنه غير قادر على هزيمة المقاومة وإخراجها من أرضها، وهذه اللحظة هي التي ستُمهد البعث الحقيقي للحركة القادمة، وهي أيضًا ستجبر الجميع على التعامل مع حقيقة الصراع الراسخة: لا يمكن هزيمة الفلسطيني وكسر إرادته.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.