ولا ينبغي لهذا أن يكون مفاجئا، وذلك للعلاقات المعروفة بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ونظام بوتن.
وفي خلال الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا، كان ولم يزل للكنيسة حضور حاسم في دعم الحرب، حيث أصبح البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ناطقا بارزا بأهداف الكرملين العسكرية.
ومن غير المستغرب أن يكون للكنيسة تأثير هام في تعزيز المصالح الإستراتيجية لروسيا. فمنذ القرن الثامن عشر وحتى الثورة الروسية، كان القيصر الروسي هو رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي منحت الشرعية للحكم الإمبراطوري في روسيا.
ويعتمد الطابع الروسي للأرثوذكسية على مفهوم مفاده أن موسكو هي "روما الثالثة"، خليفة الإمبراطوريتين المسيحيتين في روما القديمة والقسطنطينية البيزنطية. كما دعم تأثير الكنيسة (وتعززه) الأيديولوجية القومية الإمبراطورية للاستثناء الروسي، والتي رأت أن مهمة الكنيسة هي خدمة القيصر.
وإلى جانب هذا الدعم المحلي، كانت هناك ظاهرة أخرى أقل بروزا: الدعم القوي الذي يتلقاه بوتين من المجتمعات الأرثوذكسية في الخارج، وعديد منها موجود في الغرب.
وفي هذا السياق، يشير تحذير مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن الكنيسة ربما تكون مرتبطة بشكل أوثق بنظام بوتين مما يفترض العديد من المراقبين، مع ما قد يترتب على ذلك من مكاسب كبيرة لنفوذ الكرملين في الخارج.