استفزاز الصين

سارع المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إلى بكين لإجراء ما يسمى بالمحادثات، كما لو كان العام 1972 وريتشارد نيكسون في البيت الأبيض. ولكن هذه المرة لن يكون هناك اتفاق مثير محدد بين الولايات المتحدة والصين. وإذا تغيرت العلاقات، فالغالب أنها تتجه نحو الأسوأ.


في العام الماضي، وللمرة الأولى، خرج حلف شمال الأطلسي من مجال نفوذه المفترض -شمال الأطلسي- ليعلن أن بكين تمثل تحديا "لمصالحه وأمنه وقيمه". ليس هناك شك في أن واشنطن هي القوة المحركة وراء هذا التصعيد ضد الصين، الدولة التي لا تشكل أي تهديد عسكري واضح للغرب.


حلف شمال الأطلسي: من خلال جعل الصين العدو من خلال جعل وجودها العسكري محسوساً بشكل أكثر قوة في مضيق تايوان وما حوله: الممر المائي الذي يبلغ عرضه مائة ميل والذي يفصل الصين عن تايوان والذي تعتبره بكين عتبة بابها. وقام كبار المسؤولين الأمريكيين يقومون بزيارات صاخبة إلى تايوان، وخاصة نانسي بيلوسي في الصيف الماضي، عندما كانت رئيسة مجلس النواب.

وفي الوقت نفسه، تمطر إدارة بايدن تايوان بأنظمة الأسلحة. وإذا لم يكن هذا كافيا لتأجيج الصين، فإن واشنطن تعمل على جر جيران بكين بشكل أعمق إلى تحالفات عسكرية -مثل أوكوس والكواد- لعزل الصين وتركها تشعر بالتهديد.

ويصف الرئيس الصيني شي جين بينغ ذلك بأنه سياسة "الاحتواء الشامل والتطويق والقمع ضدنا". وفي الشهر الماضي، استضاف الرئيس بايدن اليابان وكوريا الجنوبية في كامب ديفيد، حيث صاغ ترتيبًا أمنيًا ثلاثيًا موجهًا نحو ما أسموه "السلوك الخطير والعدواني" للصين. ومن ناحية أخرى، تستمر ميزانية "مبادرة الدفاع عن المحيط الهادئ" التي أقرها البنتاغون، وتهدف أساسا إلى احتواء الصين وتطويقها.

في الخطوة الأخيرة، التي تم الكشف عنها قبل فترة قصيرة، تجري الولايات المتحدة محادثات مع مانيلا لبناء ميناء بحري في جزر الفلبين الواقعة في أقصى شمال الفلبين، على بعد 125 ميلاً من تايوان، مما يعزز "وصول الأمريكيين إلى الجزر ذات الموقع الاستراتيجي التي تواجه تايوان". وستكون هذه هي القاعدة الفلبينية التاسعة التي يستخدمها الجيش الأمريكي، وهي جزء من شبكة تضم نحو 450 قاعدة تعمل في جنوب المحيط الهادئ.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.