إنها انتكاسة كبيرة لبايدن، الذي طلب من الكونجرس مبلغًا إضافيًا قدره 20 مليار دولار لأوكرانيا، بالإضافة إلى أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات التي تم إرسالها بالفعل إلى الحليف المتحارب، بما في ذلك أكثر من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية المباشرة.
وردا على ذلك، سعى بايدن إلى طمأنة أوكرانيا وحلفاء الناتو بأنه ستتم الموافقة على التمويل من خلال تصويت منفصل.
الولايات المتحدة والمؤسسة الغربية بدأت تعيد التفكير في موقفها بشأن أوكرانيا. في الواقع، يبدو أنهم أدركوا أخيرا أنه، كما كتب أحد المعلقين البارزين في مجلة "نيوزويك": "لا يوجد أساس واقعي للاعتقاد بأن أوكرانيا لديها القدرة على تحقيق هدفها الاستراتيجي المعلن المتمثل في استعادة كل أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم".
وفي الوقت نفسه، أشار أحد مراسلي صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرا إلى أن هدف أوكرانيا المتمثل في استعادة جميع الأراضي التي فقدتها الآن "يبدو احتمالاً بعيد المنال".
من ناحية أخرى، من الصعب ألا نستنتج أن "إضفاء الطابع الأوروبي" على الحرب -حيث تكون ألمانيا هي القائد الأعلى- يمثل مُتنفسا لأمريكا: فهو سيسمح لها بتخفيف العبء عليها، سياسيا وماليا، مع الاستمرار في رئاسة المنطقة بشكل غير مباشر، عبر الاتحاد الأوروبي. بعبارة أخرى، قد ينتهي الأمر بالاتحاد الأوروبي إلى خوض حرب بالوكالة نيابة عن أمريكا، وهو ما يكاد يكون بالكامل لصالح أمريكا ــ وهو ما يشكل في نهاية المطاف عملاً من أعمال التبعية.