قراءة في صفقة تبادل الأسرى
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 82
- المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار ليست مثل المفاوضات السابقة. كبار المسؤولين من دول كثيرة يتواصلون منذ أيام. هناك إجماع شامل على أنه لا يمكن هزيمة حماس عسكريا وأنها لن تستسلم.
- وبما أن الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين المتطرف سترفض كل حل طويل الأمد طالما أن الحرب مستمرة، فإن الخطوة الأولى نحو تهدئة مستمرة لفترة هي نهاية الحرب التي لا يمكن تحقيقها إلا بوقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح الأسرى من خلال المفاوضات.
وكان رئيس وكالة المخابرات المركزية ورئيس الموساد ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطري جزءا من المناقشات التي أدت إلى صياغة اقتراح لوقف إطلاق النار.
- أحد أسباب عدم إعطاء حماس "الضوء الأخضر" للصفقة، هو أنها تعلم أن لها اليد العليا في المفاوضات حيث فشل الجيش الإسرائيلي في إنقاذ الأسرى، ولكنها أيضًا الورقة الأخيرة التي تملكها حماس في يديها.
- وستحاول حماس الحصول على أقصى ما يمكنها من الصفقة سواء فيما يتعلق بالأسرى أو الإغاثة الإنسانية. ومع ذلك، فإن حماس تتفاوض مع الأخذ في الاعتبار العواقب طويلة المدى.
- إذا تمكنت هذه الدول من الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار الدائم الذي يؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد، فإن حماس تحتاج إلى المزيد من اللاعبين في الداخل، ولهذا السبب تريد إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي جزءا من هذه الصفقة. إذ تعتبر هؤلاء القادة حاسمين في تشكيل البنية السياسية الجديدة في فلسطين.
- ومع ذلك، إذا رفض نتنياهو أي اقتراح مستقبلي لوقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يستطيع فعله لأن حكومته الحالية يهيمن عليها اليمين المتطرف، فقد يُعزل من منصبه بمجرد انتهاء الحرب.
- ولهذا الاتفاق آثار طويلة المدى تتجاوز بكثير الحرب الحالية. ولكن هناك قضية رئيسية أخرى، وهو تدهور الأوضاع في جميع أنحاء القطاع بما في ذلك المجاعة، حيث تستعمل إسرائيل سلاح التجويع في حرب الإبادة على غزة.
الجناح العسكري لحماس لن يمانع في القتال حتى النهاية، لكن جناحها السياسي يواجه بالفعل ضغوطا داخلية كبيرة بسبب هذه الظروف. ولهذا، فإن حماس ستستغرق كل الوقت قبل التوصل إلى نتيجة.