الحرب على غزة قلبت المنطقة رأسا على عقب

غيَرت الأيام المائة الأولى من حرب غزة وجه المنطقة.

في 7 أكتوبر، تحطمت ادعاءات إسرائيل بالقدرة المطلقة، والمعرفة المطلقة، والمناعة والتفوق النوعي والجيش الذي لا يُقهر. فللمرة الأولى منذ 75 عاماً، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى شن حرب داخل حدوده (المحتلة).

وربما تشتد الآن حالة الطوارئ الإنسانية، والمجاعة خاصة، مع تعليق رعاة إسرائيل الغربيين تمويلهم للأونروا انتقاما من سكان غزة وتأليبهم على المقاومة.

وأصبحت حرب إسرائيل على غزة هي الأطول منذ عام 1948. ولكنها فشلت حتى الآن في تحقيق أي أهداف عسكرية كبيرة.

والعقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تقضي بأن الحروب يجب أن تكون قصيرة وحاسمة وتُخاضُ على أرض العدو، قد انهارت مثل بيت من ورق، وانكشفت قدرتها على الردع. وظهر جليا، بما صدم الغرب، اعتمادها المطلق على الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي.

وعلى الرغم من هذا، فإن إسرائيل تظل قوة نووية، مسلحة بأحدث الأسلحة الأميركية، وقادرة على زرع الموت والدمار بقوة، كما فعلت في غزة.

ومن الصعب جدا في هذه المرحلة التنبؤ بموعد أو كيف ستنتهي الحرب. وإلى أن يفعلوا ذلك، فإن الحديث المتجدد في العواصم الغربية عن تسوية الدولتين يظل مجرد تمثيلية لتشتيت الانتباه، ودعاية فارغة لا معنى لها، وهروب من مواجهة إسرائيل والصهاينة.

وحقيقة موقفهم، أنهم لا يريدون رؤية اليهود، مرة أخرى، في أوروبا بعد أن تخلصوا منهم وزرعوهم في قلب الأمة، وصنعت لهم الصهيونية كيانا في فلسطين برعاية بريطانية، ثم ورثت أمريكا عنها هذه الحماية والرعاية.

وأمريكا تغامر بمصالحها الإستراتيجية في المنطقة، ومكانتها ونفوذها، وتقاتل، في جبهات عديدة، دفاعا عن الكيان الإسرائيلي، وهذا سيكلفها أثمانا باهظة، ستدفعها من مكانتها وتأثيرها ومصالحها.

وقد هيمن حلفاء إسرائيل على الجغرافيا السياسية على مدى العقود القليلة الماضية، لكن هذا الوضع آخذ في التغير.

 

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.