دولة فلسطينية فوق الأنقاض!

تعقَدت الخطة الأمريكية في غزة، وأساءت التقدير، كما في كل مرة عندما تريد تغيير وجه المنطقة أو تعيد رسمها وهندستها.

وتبين لها أن القضية الفلسطينية أخطر وأسخن من أي قضية أخرى واجهتها في المنطقة، وهي تحاول الآن احتواء توسع اللهيب وإخماد الحرائق التي أشعله دعمها المطلق للحرب على غزة، وكل حساباتها لما قبل 07 أكتوبر اهتزت:

من التطبيع إلى إيران إلى تهدئة الجنوب العالمي إلى التخفف من أعباء المنطقة إلى التركيز على المحيطين، قلبت الوضع وضاعت منها البوصلة، واضطرت إلى إجراء تعديلات على خطتها في غزة في محاولة لامتصاص صخب العواقب وتنامي روح التمرد على هيمنتها، لكن اصطدمت بالرفض الإسرائيلي، وربما ستخسر مناطق قريبا، ومنها العراق، خاصة مع الإصرار الإيراني على ذلك.

وعرَضت التجارة البحرية إلى مخاطر التعطيل، وعقَدت الأوضاع أكثر، وخسرت ما تبقى من مكانتها، وتراجع أكثر نفوذها، وحتى نتنياهو بعدما أخذ كل ما يريده من بايدن، ينتظر الآن قدوم ترامب.

وهكذا، في كل مرة تحاول فيها أمريكا تغيير "وجه الشرق الأوسط" تزيده اضطرابا واشتعالا، وتفقد سيطرتها، تدريجيا، عليه.

* دولة فلسطينية فوق الركام!

بعد أن حوَلوا غزة ركاما، وتقلصت مساحة الضفة الغربية إلى ما دون الألفي كيلو مترا مربعا، وجُرّمت "الأونروا" وقطعت شرايينها، وهي الشاهد الأممي الأخير على وجود لاجئين فلسطينيين خارج أرضهم، تحدث الأمريكيون عن حل الدولتين!

وإن ظهرت تباينات، في الفترة الأخيرة، بين بايدن ونتياهو، لسوء التقدير، فإن الجامع بينهما هو تصفية القضية الفلسطينية. وما كان لأمريكا، فضلا عن إسرائيل، أن تقبل وتتحمس لدولة فلسطينية تقودها المقاومة، وهذا يعني محاولة حسم المسألة الأمنية، ومحو المقاومة المسلحة.

وبعدها، ستعلن دولة فلسطين، وربما أول من يعترف بها بريطانية المتحمسة لها!!

لكن ليس قبل القضاء على المقاومة المسلحة والتخلص من "صداعها"، وبعدها سترون دولة فلسطينية بلا سلاح ولا أسنان يحميها القانون الدولي، الذي عجز عن حماية فلسطيني واحد في غزة طيلة أكثر من أربعة أشهر من حرب الإبادة.

فمن يصدق هذا الهراء "دولة فلسطينية"؟!

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.