قراءة في تسارع التقارب السعودي الإيراني

 
- أولاً، اكتسبت المحادثات العسكرية بين الرياض وطهران زخماً غير مسبوق في الأشهر الأخيرة. والتقى السفير السعودي، أمس، بوزارة الدفاع الإيرانية. ويبدو أنهم اتفقوا على تحسين التعاون الدفاعي وزيادة تبادل الوفود العسكرية.
 
وقبل أسبوع زار وفد عسكري رفيع المستوى من طهران الرياض وشارك في معرض الرياض الدفاعي. الوفد الإيراني يجري محادثات مع رئيس الأركان العامة السعودي. وفي ديسمبر الماضي، أجرى رئيس الأركان العامة الإيرانية مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع السعودي.
 
هذه المحادثات العسكرية غير مسبوقة في التاريخ الحديث لكلا البلدين. ومن المرجح أن تؤدي هذه المحادثات إلى تهدئة تصورات التهديد المتبادلـ وعكس الاتجاه الذي شهدناه بين عامي 2015 و2020.
 
- ثانيا، يبدو أن الرياض وطهران متفقتان أو لديهما أفكار أكثر وضوحاً حول مبادئ عدم الاعتداء، بما في ذلك تجنب منح طرف ثالث استعمال الأراضي لمهاجمة الطرف الآخر.
 
التقارير الأخيرة التي تزعم أن الإمارات وربما السعوديين رفضوا توفير المرافق والمجال الجوي للولايات المتحدة لمهاجمة المجموعات المدعومة من إيران هي دليل على التقييم أعلاه.
 
- ثالثا، على الرغم من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ظلت السعودية بمنأى عن مثل هذه التوترات. وتشير هذه الحقيقة إلى أن طهران منخرطة بنشاط في حماية المصالح السعودية من الحوثيين. بمعنى آخر، ظلت طهران وفية لما تم الاتفاق عليه العام الماضي.
 

- رابعا: ما عادت السعودية مطمئنة للمظلة الأمنية الأمريكية، وقد تعرض منشأة نفطية في المنطقة الشرقية في العام 2019، واهتز القصر في الرياض، حينها، ولم تتحرك إدارة ترامب لردع الحوثيين، على الرغم من العلاقة الوثيقة بينهما، وكانت هذه نقطة التحول الحاسمة للسعودية في اتجاه التصالح مع إيران، لأنه لا أحد سيتدخل لمتع تعرض صناعتها النفطية لمخاطر قصف الحوثيين، ورأت أن تحييد تهديد القوات الحوثية يكون عبر التقارب مع إيران، لأن طهران هي الطرف الوحيد المؤثر في قرار الحوثيين.

 
 

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.