حتى لو أقنع الخمسين ديمقراطيا كلهم، وهو أمر صعب بسبب معارضتهم للحاكم السعودي، فإنه يحتاج إلى 16 سيناتورا جمهوريا على الأقل.
في أمريكا المستقطبة، سنة الانتخابات، ومع ترامب المتحفز من الجهة الأخرى، سيبقى هذا احتمالا ضعيفا. وعليه، فهو يحتاج إلى إسرائيل، إلى مجموعة ضغط، وإلى نفوذ نتنياهو في الجمهوريين بمجلس الشيوخ.
لكن دخول إسرائيل إلى الصورة يثير معادلة جديدة. الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي لن يؤيد الاتفاق الثلاثي إذا لم يكن فيه تناول ذو مغزى للقضية الفلسطينية.
في اتصالات البيت الأبيض مع الأمير السعودي، محمد بن سلمان، أوضح: يمكنني أن أنتظر الإدارة التالية، لكني أفضل عقد الاتفاق مع الديمقراطيين قبل الانتخابات، لأن كل الديمقراطيين بمجلس الشيوخ في ظل الإدارة الجمهورية سيقفون ضدي، ولن تكون هناك أغلبية خاصة في إقرار الاتفاق.
هنا يدخل إلى الصورة أبو مازن. بدلاً من الشروع في حملة دعاية ضد السعوديين، بعث بوفد استجداء للرياض. ما الذي طلبه الوفد؟ قبل كل شيء، المال للسلطة، الكثير من المال. أعرب السعوديون عن استعدادهم للعطاء، إذ لا ينقصهم المال هذه الأيام، لكنهم قالوا إنهم لا يسارعون. فلنر أولاً ما يحصل في واشنطن.
إذا صدّقنا ما تدعيه مصادر في واشنطن ورام الله أيضاً، فكل ما يطلبه أبو مازن في هذه اللحظة من حكومة إسرائيل هو تنفيذ ما وعدت به في لقاءات العقبة وشرم الشيخ. بكلمات أخرى، أن تعطي ما سبق أن تعهدت بإعطائه. العائق هو وزير المالية والمناطق سموتريتش، الذي يستخف بما وعدهم به رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي باسم نتنياهو، وما وعدهم به الأمريكيون. النتيجة مذهلة. مطالب الإدارة الأمريكية من إسرائيل في الموضوع الفلسطيني أبعد أثراً من مطالب السلطة الفلسطينية.
لكن لماذا؟ هل بايدن، الصهيوني الأخير في البيت الأبيض، وقع فجأة في عشق الفلسطينيين. قطعاً لا. لكن من دون تنازل ملموس من نتنياهو في المسألة الفلسطينية، فلا ضمان له بأصوات ممثلي الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي كلهم في الاتفاق.