حزب الله يفاجئ الكيان الصهيوني بهدهد؟
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 109
اخترقت، أمس، مُسيَرات حزب الله الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، للاستهداف وجمع المعلومات استعدادا للفترة القادمة.
إسرائيل متخوفة من حجم المعلومات الاستخبارية التي يمتلكها حزب الله. وقد اعترفت بعدم قدرة القبة الحديدية وأسلحتها بإسقاط المسيَرات القادمة من لبنان، السلاح الأكثر فتكا عند حزب الله.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنه يكاد يكون الجيش الإسرائيلي غير قادر على تحقيق أي هدف إستراتيجي مهم في الجبهة الشمالية.
وخلافا لتوقعات الجيش الإسرائيلي، فإن مشهد الدمار في قطاع غزة لم يردع حزب الله.
ولكن هل يُعقل أن تتفاجأ "دولة السايبر" (إسرائيل) بهدهد؟
وفي هذا، طرحت إسرائيل تساؤلات عديدة: متى صُور الفيديو؟ وهل هناك طريقة للتحقق من عودة الطائرة!؟ هل صورت وعادت إلى لبنان؟! هل كان هنالك صافرات إنذار؟ إن كان الجواب نعم، فكيف صورت 9 دقائق بسلام دون إسقاطها؟
والأهم، كيف لها أن تُصور بهذه الجودة العالية وبعلو منخفض فوق هذه المواقع الحساسة؟ هل نتحدث عن طائرة واحدة أم أكثر؟! هل بثت مباشر أم سجلت الفيديو؟ في زمن الحرب أو قبلها؟
ويبدو أن الفيديو نُشر خلال توجه المبعوث الأمريكي، هوكشتين، من لبنان إلى إسرائيل، وفي ذلك رسائل عدة، أبرزها أن تغيير قواعد اللعبة التي يتحدث عنها الوزير الإسرائيلي "كاتس"، يتحكم في طبيعتها وتوقيتها حزب الله.
والأهم من كل هذا: هل يُعقل أن تتفاجأ "دولة السايبر" بهدهد؟و هل يُعقل أن لا إجابات على كل الأسئلة المطروحة؟
وفي هذا الخضم، أرسلت الولايات المتحدة أحد ضباط الجيش الإسرائيلي، سابقا، هوكستين، مبعوثا لتهديد حزب الله بالحرب إذا لم يوقف العمليات العسكرية والضغط على حماس للموافقة على شروط إسرائيل للصفقة، وهو ما اعتبره مراقبون أمرا مثيرا للسخرية.
وعلى الرغم من أنه عرض صفقة منفصلة مع إسرائيل، منفصلة عن الحرب على غزة، ولكن خلافا للزيارات السابقة، فقد اعترف هذه المرة بلبنان "جبهة داعمة"، مُقرا، ضمنيا، بأن نهاية الحرب على غزة تعني نهاية الحرب في الشمال، ولكن إسرائيل ليست مستعدة، الآن، لإنهاء الحرب على غزة.
ولئن كان صحيحاً أن إسرائيل لديها القدرة على إحداث دمار واسع النطاق في لبنان حال نشوب حرب شاملة، كما هدد وزير الخارجية الإسرائيلي مؤخراً، فإن فيديو حزب الله اليوم يؤكد ثلاث نقاط رئيسية:
1- رغم أن حزب الله امتنع حتى الآن عن مهاجمة أهداف مدنية داخل إسرائيل، إلا أنه جاهز وقادر على ضرب البنية التحتية والأهداف المدنية، كما يتضح من لقطات المناطق السكنية والمواقع المدنية الأخرى. وهذا يضمن الدمار المؤكد المتبادل في حالة الحرب.
2- يمكن لحزب الله أن يلحق أضراراً أكبر بكثير بالمعدات العسكرية الإسرائيلية، وهذا لأن البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية معرضة للخطر، وأن حزب الله يمتلك معلومات استخبارية دقيقة عن المواقع الحرجة والحساسة، بينما تظل أسلحة حزب الله مخفية وبعيدة عن أنظار إسرائيل.
3- يستطيع حزب الله تحقيق كلا الأمرين المذكورين أعلاه، كما يتضح من فشل القبة الحديدية في اكتشاف طائرة المراقبة من دون طيار التي كانت تصورها، وهذا الفشل يمنح حزب الله رؤية أعلى مستوى لدفاعات إسرائيل.
إيران وأذرعها والقوى القريبة منها ستخرج من الحرب الإسرائيلية الأمريكية على غزة أقوى وأكثر نفوذا وتأثيرا في عموم المنطقة، والمحور الخليجي الإسرائيلي ستبتلعه التحولات، ولن يجد من يحميه، خاصة بعد الانكسار الأخير للكيان الإسرائيلي، وهنا قد تبرز إيران الحارس الأكبر لأمن الخليج، وأمريكا لن تمانع مستقبلا.
حزب الله، أقوى الأذرع الإيرانية ومن أكثر الجيوش العربية تسليحا وتمرسا، أدار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي طيلة أشهر الحرب بحذر وتدرج، وفي الفترة الأخيرة صعَد وأبان عن قدرات في خوض الحرب أذهلت الإسرائيليين، والحرب معه لن تكون كسابقتها.