مؤرخ يهودي...الخطر الوجودي الذي يهدد إسرائيل من داخلها

 

تحدث المؤرخ الصهيوني، وفال هراري، في مقاله الأخير المنشور في صحيفة "هآرتس" العبرية عن الخطر الوجودي الذي يهدد إسرائيل من داخلها، وبسبب سياستها:

- إسرائيل تواجه هزيمة تاريخية، وهي الثمرة المرة لسنوات من السياسات الكارثية. وإذا قدَمت الآن الانتقام على حساب مصالحها، فإنها ستعرض نفسها والمنطقة بأكملها لخطر جسيم.

- إلى متى تستطيع إسرائيل البقاء دولة منبوذة؟ ليس لدينا موارد روسيا. ومن دون علاقات تجارية وعلمية وثقافية مع بقية العالم، ومن دون الأسلحة والأموال الأمريكية، فإن الاحتمال الأكثر تفاؤلاً بالنسبة لإسرائيل هو أن تصبح كوريا الشمالية في الشرق الأوسط.

- في الأيام المقبلة، سيتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارات سياسية تاريخية، قرارات يمكن أن تشكل مصيرها ومصير المنطقة بأكملها لأجيال قادمة. ولسوء الحظ، أثبت بنيامين نتنياهو وشركاؤه السياسيون مرارا وتكرارا أنهم غير مؤهلين لاتخاذ مثل هذه القرارات.

والسياسات التي اتبعوها لسنوات عديدة دفعت إسرائيل إلى حافة الدمار. وحتى الآن، لم يبدوا أي ندم على أخطائهم الماضية، ولم يظهروا أي ميل لتغيير الاتجاه. وإذا استمروا في تشكيل السياسة، فإنهم سوف يقودوننا والشرق الأوسط برمته إلى الهلاك. وبدلاً من الاندفاع إلى حرب جديدة مع إيران، يتعين علينا أولاً أن نتعلم الدروس من إخفاقات إسرائيل على مدى الأشهر الستة الماضية من الحرب.

- هناك معيار رئيسي واحد يمكن من خلاله قياس النجاح في الحرب: هل تحققت الأهداف السياسية؟ في أعقاب عملية السابع من أكتوبر، كانت إسرائيل في حاجة إلى تحرير الرهائن ونزع سلاح حماس. لكن حكومة نتنياهو تجاهلت كل هذه الأهداف، وركزت بدلا من ذلك على الانتقام. فقد فشلت في تأمين إطلاق سراح كافة الرهائن، ولم تنزع سلاح حماس. والأسوأ من ذلك أنها تسببت عمداً في إلحاق كارثة إنسانية بحياة 2,3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وبهذا تقويض الأساس الأخلاقي والجغرافي السياسي لوجود إسرائيل.

- ركز معظم الإسرائيليين اهتمامهم الآن على طهران، ولكن حتى قبل الهجوم الإيراني فضلنا أن نغض الطرف عما كان يحدث في غزة والضفة الغربية. ومع ذلك، إذا لم نغير سلوكنا تجاه الفلسطينيين، فإن غطرستنا ورغبتنا في الانتقام ستلحق بنا كارثة تاريخية.

- بعد ستة أشهر من الحرب، ما زال العديد من الرهائن في الأسر، وما زالت حماس واقفة على قدميها، ولكن قطاع غزة مدمر، وقد قُتل عدة آلاف من أهله، وأصبح أغلب سكانه الآن لاجئين يعانون من الجوع. ومع غزة، فقد أصبحت مكانة إسرائيل الدولية في حالة خراب أيضاً، وأصبحنا الآن مكروهين ومنبوذين حتى من قِبَل العديد من أصدقائنا السابقين.

- فقدت حكومة نتنياهو الحربية السيطرة وقد تقود إسرائيل إلى حرب إقليمية.

- أطلق حلفاء إسرائيل، في هذه الحرب، العنان لإسرائيل لعدة أشهر لاجتياح غزة، وتحرير الرهائن الإسرائيليين، وتغيير الوضع في القطاع وفقا لأفضل تقدير إسرائيلي، وإنشاء نظام جديد في المنطقة. وقد أهدرت حكومة نتنياهو هذه الفرصة التاريخية.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.