لماذا دار الندوة؟

دار الندوة لتداول الرأي، لحرية التفكير، للعقل المفتوح، للتوعية بقضايانا وقضايا العالم، لكشف الدسائس، لإنضاج العقل السياسي، وتقليبه وحرثه وتحريكه، والتفكير في المصرح به والمسكوت عنه.

دار الندوة لمقاومة الصمت ومنابذة الطغيان والحفاظ على العقل والضمير وإنسانية الإنسان.

دار الندوة تجمع بين الحكمة والجرأة، يُحتفى فيها بالأفكار الحية الناهضة، بعيدا عن تصلبها وتطرفها، والإنسان مُقدم عليها، فهو صانعها، وأقدر على تهذيبها وتحسينها والتصرف فيها.

دار الندوة لممارسة حرية التفكير، ومواكبة التحولات والتغيرات، وقراءة أحداث العالم، مع النفاذ إلى الأعماق وتجاوز السطح.

دار الندوة لرصد حركة العالم، والزمن الدوَار، وهبوط وصعود القوى، والاتجاهات المؤثرة في المستقبل، للتوعية بما يدور حولنا، فمن كان أكثر وعيا كان أكثر مسؤولية، وأقدر على استيعاب الضرورات واتساع حدود المُمكنات.

دار الندوة لإظهار الحقائق كما هي ورصد التحولات والتغيرات، والجديد في عالم الأفكار، والتخفف من أغلال وآصار أنماط التفكير التقليدية، وتجاوز الانغلاق على مربعات محسومة ومقطوع بها، واستفزاز العقل والتفكير لمزيد نقاش ومحاورة ومرونة وسعة عقل وأفق.

دار الندوة للتوجيه والتأثير وصناعة الرأي والموقف، وفهم ما يجري.

دار الندوة لتوسيع المدارك في الرؤية والتحليل، والنظر المُستوعب للظروف والتغيرات.

دار الندوة للتفاعل مع الأحداث والتحولات الكبرى، ولبعث الأمل في المستقبل، فلو عدنا 100 يوم إلى الوراء، ما قبل 07 أكتوبر، من كان يظن أو يتوقع حدوث كل ما نراه اليوم، العالم يهتز، والصهيونية تنكشف، والكيان يغرق في أوحال غزة، وأمريكا تُعدَل وجهتها، وإسرائيل تجرَها إلى حروب الاستنزاف مجددا في المنطقة، والقوى غير المرتبطة بالأنظمة تصنع الحدث وتهز العالم.

دار الندوة لبيان الموقف والرؤية، مع التخفف من التحفظات والغموض، باستبصار وعمق وشجاعة فكرية وسياسية.

دار الندوة شاهدة على هذا العالم المتحارب، تتحرك في ساحة وغى وحقل ألغام، تؤدي أمانة البيان بما هو مقدور عليه، انطلاقا من واجبها الأخلاقي وانحيازها لقضايا أمتها، تنشر صفحاتها وسط القتام، وتُقدم في لحظات الالتباس، بروح وثّابة وقلم دفاق، إذ التاريخ يحركه الحالمون الطامحون وأصحاب المواقف الجريئة، أما المنكفئون المترددون الباردون، فلا يكادون يتجاوزون ذواتهم.

دار الندوة تُذكَر بالدروس الموجعة لتستنهض الهمم، فإذا لم نتغير، والعالم من حولنا يتغير، واكتفينا بسقف وحدود تجربتنا وما أنجزناه في ماضي قريب أو بعيد، سنجد أنفسنا على الهامش، فلن ينتظرنا أحد ولن يتوقف العالم لحظة لنلحق به.

إذ اكتفينا لنستغني عن مزيد تعلم وتقليب عقولنا، فقد حكمنا على أنفسنا بالعجز...لن يغيرنا الزمن ما دمنا لا نملك إرادة التغير، ولن يتوقف الزمن إذا توقفنا، فإن لم نتقدم فنحن في تأخر، ويبقى الشخص ناجحا ما دام يتعلم ويفكر ويعمل، وإذا اعتقد أنه اكتفى واستغنى، فقد حكم على نفسه بالفشل.

واهمٌ من لا يزال يرى العالم بعيون العقل القديم. ثمة هامش تحرك واسع وجرأة في التمرد على "الهيمنة" الغربية، وإرضاء أمريكا لم يعد المحرك والدافع للسياسات، والولايات المتحدة يفتك بها انقسام سياسي وثقافي داخلي، ومستقبلها أكثر تشاؤما وقتامة من حاضرها.

والحرب الصهيونية على غزة قلبت المنطقة رأساً على عقب، والمقاومة نقلت الصراع إلى مستوى غير مسبوق من التحدي والاستنزاف، وأغرقت الكيان في قلق وجودي. وتحطمت ادعاءات إسرائيل بالقدرة المطلقة، والمعرفة المطلقة، والمناعة المطلقة والتفوق النوعي والجيش الذي لا يُقهر.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.