"اليوم التالي" لحرب نتنياهو؟

 

بعدما دمروا غزة وأقاموا المذابح في أبشع حرب لم تعرفها الإنسانية منذ فترة، يتحدثون الآن عن "ما بعد: الحرب، عن "اليوم التالي"، وكأن ما حدث عرض من الأعراض، وضرورة من ضرورات "التفوق الغربي"، وإسرائيل ليست إلا فصلا من تاريخه الدموي التدميري، وأن حروبه ليس لها سقف ولا قاع، وكل شيء مباح، لاستمراره!!

والعالم مُلزم بمسايرة الغرب في انشغالاته واهتماماته لـ"ما بعد" إبادته، من دون أنيسائله أو يلومه أو يواجهه.

ابنهم المدلل "إسرائيل" يسحق ويدمر ويقتل، ويحول غزة إلى أنقاض وركام وحطام، والعالم مُلزم بالبحث عما بعد محرقته، لئلا يشغله عن حربه وجرائمه، حتى يفرغ منها دون أن يشعر بأي ضعط لوقف عدوانه!!

**

ثم الآن، أشغلوا العالم بنتنياهو، ويمينه المتطرف، وكأنه لو كان رئيس وزراء إسرائيلي آخر مكانه، سيقبل بما أسموه "خطة التسوية"، وهذيان "حلَ الدولتين"، وكأن الحرب على غزة خاضها نتنياهو لوحده، وهي قراره!!

هكذا يخادعون العالم بقصة اليمين (وما يخدعون إلا أنفسهم وجمهورهم)، ومتاهات الانقسام الإسرائيلي الداخلي، لتظهر أمريكا، الراعي الأكبر للحرب على غزة والمحرض عليها، في صورة المغلوب على أمره، تشتكي إلى العالم تصلب اليمين الإسرائيلي وانغلاقه، وهي الآن تحاول "معالجة" هذه "المشكلة" إلى أن تختفي غزة من الخريطة!!

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.