دروس مُلهمة من تجربة "عمران خان"

حزب الإنصاف بعد الحصول على 170 مقعدا في انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان): عمران خان هو القائد، وهو من سيختار رئيس الوزراء القادم.

- بدأت رحلة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، بقيادة نواز الشريف، بأغلبية مطلقة، ثم بأغلبية بسيطة، والآن وصل إلى مرحلة يحتفل فيها بأكثر من 60 مقعدًا فرديًا في انتخابات أخرى مثيرة للجدل. وقد ظل حجمه يتقلص كثيرا على مرَ السنين وليس من الصعب التنبؤ بمستقبل حزب الرابطة.

- فقد الزعماء السياسيون شعبيتهم في الماضي، ودفع بعضهم حياتهم ثمنا، وتراجع آخرون إلى أن احتشدوا مرة أخرى خلف الجنرالات، على أمل الوصول إلى العرش. واتخذ عمران خان طريقا مختلفا. وبعد الإطاحة به في عام 2022، خرج إلى الشوارع، وأصبح منذ ذلك الحين محلَ غضب الجنرالات.

- فاز حزب حركة الإنصاف الباكستاني، بقيادة الزعيم السياسي السجين عمران خان، في الانتخابات الأخيرة بـ170 مقعدًا في الجمعية الوطنية (البرلمان) على الرغم من الظروف غير المواتية، والقمع وحظر الرمز والتجمعات والرقابة على وسائل الإعلام وما إلى ذلك، وتغييب قيادات الحزب، تُظهر إرادة الناس عموما في رفض الإملاءات والإهانة من قبل النظام بسبب آرائهم السياسية.

- وهذه يراها مراقبون علامة إيجابية على التحدي الشعبي للمؤسسة العسكرية الحاكمة فعليا، وإن كانت لا تنغمس كثيرا في العملية السياسية، لكن القرار الأخير بأيديهم، رُوَع الناس وأُرهبوا على أعلى المستويات لثنيهم عن المشاركة، وعلى الرغم من ذلك خرجوا للتصويت ورفضوا الرضوخ للضغوط وصوتوا بغض النظر عن احتمالات التزوير.

- دروس مهمة للتدافع السياسي يمكن استخلاصها من تجربة الزعيم السياسي "عمران خان"، لم يصطدم بالمؤسسة العسكرية، ابتداء، بل كان مقربا منها مرضيَا عنه، ثم انقلبت عليه، وأزاحته، استقوى بالامتداد الشعبي وقاد الفوز الأخير من سجنه، وأزاح حزب الرابطة، الذي أصبح عبئا على قيادة الجيش.

- السياسة تقلبات ومسارات وليست خطا واحدا، هي حقل ألغام وانعطاف وتعرج، وتحالف وتصادم، وتقرب وتنافر، شديدة التعقيد والتركيب، ويُخطئ من يتعامل معها كما لو أنها كتلة صلبة أو مائعة. الميدان هو الاختبار الحقيقي وهو المدرسة التي تصقل المواهب وتقلب العقول وتهذب المواقف والأفكار.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.