مزيدا من الوقت لنتنياهو!
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 63
الولايات المتحدة، ومعها المتحمسون وتحالفُ الراغبين للقضاء على المقاومة في غزة، أو على الأقل تحطيم قدراتها القتالية، وانتهاء بغزة منزوعة السلاح، يُغرقون العالم في تفاصيل ومتاهات، وهم في حقيقة الأمر إنما يشترون مزيدا من الوقت لتمكين آلة القتل الإسرائيلية من تدمير ما تبقى من حياة في غزة، وتحقيق أهداف الكيان المزعومة.
صور الإنزال الجوي للمواد الغذائية على مناطق في غزة، بلا جدوى، في استعراض بهلواني امتصاصا للغضب الشعبي وصرفا للانتباه عن أنظمة الجوار العاجزة، والمتواطئة حسب الرواية الصهيونية.
لا بأس بتصريحات باهتة باردة عن وقف إطلاق النار، من دون تسميته بالعدوان فهذا محرم عليهم، وغزة عُقدتهم الكبرى ويريدون الخلاص منها، ونتنياهو يقاتل من أجل كيانه القلق المضطرب المتصدع، ومن أجلهم أيضا، ولهذا تجندوا لتمكينه من حرب الإبادة من دون أيَ مُنغَص أو أي إمداد ذي بال وأحكموا الحصار والخنق، تجويعا وإذلالا وقهرا، ليستعملوا كل الأسلحة المتاحة وصبَها على غزة صبَا.
والإفادات تصل جهاز الموساد، يوميا، عما هم مُلزمون به، فلا شارع صاخب يصرخ، إلا في نطاق ضيق، ولا قوافل تُسيَر إلى غزة عبر معبر رفح، ولا اختراق للحدود، ولا نصرة مؤثرة، والاعتقالات مستمرة، وكسر الإرادة الشعبية لا هوادة فيها.
ونتنياهو يطلب مزيدا من الوقت، أو بتعبير أدق، يستغرق وقته ولا يبالي، يصفع بايدن يوميا، ويبصق في وجوه حلفائه العرب، ولا أحد يجرُؤ على تحديه، أو حتى معاكسته ومشاكسته. وجنوده يتفاخرون بجرائمهم في سيل من مقاطع الفيدي، إذلالا ونهبا وتدميرا.
أوروبا لا تبالي، ولا يعنيها من حرب الإبادة إلا ضمان حماية الكيان الإسرائيلي واستمراره باعتباره الوطن القومي والديني لليهود الذي أراحها من اجتياح اليهود لديارها وأراضيها، وتخلصت منهم بهذا الكيان الذي صنعته لهم بريطانيا بالترتيب مع الحركة الصهيونية.
والإعلام الأمريكي، خاصة، تمادى في لعبة الغضب من نتنياهو، والتنافر بين بايدن ونتنياهو، وأمهله وأغضبه، وغير هذا من مفردات قاموس التضليل الإعلامي والضحك على عقول الأمريكيين في سنة الانتخابات، لكن من يصدق هذا العبث؟ فالمدد مستمر، والتسليح تجاوز كل الأعراف، ويُرسل بلا قيد أو شرط، والحماية الدولية قائمة، والبوارج تجوس خلال البحار.