الانفجار قادم!

 

لا أحد يدري إلى أين تتجه الأحداث في المناطق المحتلة. إدارة بايدن التي سارعت إلى تبني الحرب الصهيونية على غزة، من دون قيد أو شرط، لا يُسمعُ لها من تحالف نتنياهو، هو ماض في حربه وإبادته، وقيل إنها لا تعرف ما يريده، وما يدور في رأسه، وكأنه شن حرب إبادة منفردا، والجميع يعلم أنه لولا أمريكا لكانت حرب الكيان في وضع أسوأ بكثير مما عليه اليوم، وما كان بإمكانه أن يستمر في المحرقة إلى يومنا هذا.

تقديرات الاستخبارات العسكرية للبنتاغون تشير إلى أن الضفة تغلي، وربما على وشك الانفجار، عملية واحدة في القدس أو الضفة يفوق تأثيرها على الكيان أية عملية في غزة.

وتتحدث تقارير الأمريكيين عن المنظومة التي بناها سموتريتش، بصفته وزيرا إضافيا بوزارة الدفاع الإسرائيلية (ووزير المالية أيضا)، ويتقاسم المهام مع وزير الدفاع الصهيوني، غالانت، حول الشؤون الأمنية والإدارية في الضفة الغربية المحتلة، وإحكام السيطرة على سكان الضفة ومناطقها، ويتولى الإشراف على المسائل المرتبطة بالمستوطنين اليهود. ويعمل بن غفير بطريقته الخاصة، بواسطة الشرطة.

ونتنياهو لا يرى نفسه خارج مربع سموتريتش وبن غفير، ويتظاهر أمام واشنطن والعواصم الأوروبية أنه مُكبل اليدين.

والآن، يريدون التحايل والضغط عليه، لكن يدرك نتنياهو أن لديه مُتسعا من الوقت للتقتيل الجماعي في غزة، والتصعيد، وبإمكانه تمديد الحال أكثر، وهو يدرك بأن الثمن السياسي والأمني لصفقة تبادل الأسرى باهظ، ولا يريد أن يسارع إلى دفعه.

ويتخوف مقربون من إدارة بايدن من هجوم إسرائيلي واسع على رفح، واتساع الحرب في الشمال، وإشعال اليمين الوضع في الحرم والقدس والضفة.

لكن، لا بايدن سيوقف نتنياهو، على الأقل في الوقت الحاليَ، ولا العواصم الغربية مهتمة بالتدخل، ولن يكون تأثيرها أقوى من تأثير واشنطن. وأما حلفاء الكيان العرب فما قصروا في مهمتهم، حصارا لغزة وخنقا لشعوبهم، ولا بأس ببعض التصريحات الغاضبة هنا وهناك، وأموالهم مضمونة.

ربما الوضع أبعد ما يكون عن التهدئة قريبا، والحرائق إذا اشتعلت وامتد لهيبها لن تُخمد سريعا، ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.