بعد أن عجزت عن الحسم العسكري..."إسرائيل" تحاول صناعة "غزة" حليفة!

 
المعضلة الإستراتيجية، بالنسبة لتحالف المحاربين، في المشهد الغزاوي اليوم هو أن المقاومة مازالت قادرة على القتال، ليس في أحد المواقع أو الجيوب، ولكن في كامل غزة، حيث تضطر إسرائيل للعودة للقتال في حي الزيتون، جنوب شرقي غزة، بالكثافة نفسها التي تقاتل بها في خان يونس، وتخسر ضباطا من القادة الميدانيين في معارك خان يونس.
 
وبهذا، تدرك إسرائيل أن عليها دفع المقاومة للاستسلام من خلال التجويع، أو الاستمرار في حرب طويلة (على النمط الأوكراني) مع إيجاد واقع وترتيبات جديدة على الأرض في غزة تستنزف المقاومة إلى ما لا نهاية.
 
وبقدر ما يبدو أن المقاومة تحت ضغط رهيب أمام مئات الآلاف من الجوعى، وما يمثل هذا من عبء وقهر، فإن إسرائيل تعاني من عجز في تحقيق النصر الحاسم في غزة.
 
ولهذا، تبحث إسرائيل عن بدائل للنصر الحاسم الذي لن تحققه، ووجدت في محاولة تجربة الإدارة المدنية في الشمال ملاذا، وبديلا لحكومة فلسطينية تدعي التمثيل السياسي، لذلك فإن استمرار المقاومة في الشمال عامل حاسم في إفشال هذه الخطة التقسيمية التفتيتية.
 
وهنا، تستعمل إسرائيل المساعدات الإنسانية سلاح حرب، وتحاول فرض سيادة المساعدات على غزة وإقامة نظام متعاون خاص بها لإدارة المنطقة. ويفرض الكيان قيودا صارمة على نوع وكمية المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة، وتقتصر على الطرق البحرية.
 
وصنع الاحتلال ظروف الندرة التي أدت إلى حالات محدودة من الفوضى والاشتباك بين سكان غزة الجياع، وهذا لصنع "مافيا" تهريب المساعدات. والنتيجة المقصودة هي إثارة حرب أهلية وإنشاء شبكة بالوكالة من الأقوياء الذين تختارهم إسرائيل ويكونون مسؤولين عن توزيع المساعدات.
 
وتحظر إسرائيل أيضا دخول المساعدات إلى شمال غزة وتقصر توزيعها على المخيمات المؤقتة على الشواطئ الجنوبية، والهدف هو تشجيع سكان شمال غزة على الفرار إلى هذه المناطق، وشراء ولاء سكان غزة الذين يعانون من الجوع. وكل هذا لصنع بديل لحماس وفرض واقع جديد على غزة يكون حليفا أو مقاوم للكيان، وهذا لن يتحقق لها في بيئة مقاومة بإجماع المراقبين.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.