كيف أدارت أمريكا الحرب على غزة؟
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 51
طيلة الحرب على غزة، كان هناك حوار وتعاون إستراتيجيان غير مسبوقين بين حلفاء أمريكا والكيان الإسرائيلي لتعزيز أمن إسرائيل، وردع خصوم إسرائيل والولايات المتحدة، ومنع التصعيد وإحداث زخم للحملة.
وفي اليوم التالي لعملية 7 أكتوبر، أعلنت الإدارة عن إرسال مجموعة حاملة طائرات قتالية إلى المنطقة، وفي غضون أيام قليلة مجموعة ثانية من هذا النوع، بهدف ثني إيران وحزب الله والمجموعات المرتبطة بهما عن الانخراط في الراع. كما انتشرت في المنطقة قوة خاصة للتدخل السريع قوامها نحو 2000 جندي من مشاة البحرية.
وقد عكست هذه التحركات خوف الإدارة من العواقب التي قد تفرضها الحرب على جبهتين أو أكثر على إسرائيل، فضلا عن الخوف من أن تتطلب الحملة الموسعة تدخلا أمريكيا مباشرا. د
بالإضافة إلى نشر مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات، مما يكثف من الحضور العسكري للولايات في المنطقة، إلى جانب عدد من حلفائها:
في الخليج: نشرت الولايات المتحدة عدة أسراب مقاتلة ونحو عشرين طائرة للتزود بالوقود. كما نشرت بطارية "ثاد" وعديد من بطاريات "باتريوت" المضادة للصواريخ في مكان غير معروف. وهبطت عشرات طائرات النقل الأمريكية في العراق وقطر والبحرين.
في الأردن: نشرت الولايات المتحدة سرباً من طائرات 15-إف والقوات الخاصة، كما نشرت ألمانيا طائرات مقاتلة.
في قبرص ولبنان: قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وهولندا وكندا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا بنشر قوات ومعدات خاصة لإجلاء مواطنيها المحتمل، وأعدت قواعد أمامية لهذا الغرض.
الوقوف الأمريكي إلى جانب إسرائيل في الحرب لم يسبق له مثيل، ربما باستثناء حرب أكتوبر 1973. وقد تجلى هذا الدعم على كافة المستويات، العسكرية والإستراتيجية والسياسية، مما جسَد عمليا الحماية الأمريكية للكيان الإسرائيلي وأمنه، بما فاق توقعات قادة الكيان المحتل، ويُعزى هذا، جزئيا على الأقل، إلى الالتزام الشخصي العميق للرئيس بايدن تجاه إسرائيل، وأيضا إلى إقامة علاقات إستراتيجية بين أمريكا والكيان في العقود الأخيرة.
وكان السلوك الأمريكي في الحرب مختلفا عن الماضي في عدد من النواحي الأخرى. وامتنع الأميريكيون عن وضع حدود "للوقت السياسي" أمام إسرائيل، ومشاركتهم في عملية صنع القرار الإسرائيلي في أثناء مناقشات مجلس الوزراء، وكان هذا أمرا غير مسبوق.
ربما لم تقاتل القوات الأمريكية إلى جانب الجيش الإسرائيلي، لكن الولايات المتحدة أصبحت شريكة الكيان المحتل في تصميم وإدارة الحملة. ومن الناحية العملية، كان هناك نوع من التقسيم غير الرسمي للعمل، فبينما تركز إسرائيل على حماس في غزة، تعمل الولايات المتحدة على ردع إيران وحزب الله وتتعامل مع التهديد الحوثي في البحر الأحمر.