الحوثيون ذهبوا أبعد من إيران
- التفاصيل
- بواسطة المحرر
- الزيارات: 110
- أحد دلائل قوة الحركة الحوثية اليمنية هو أن الأنظمة العربية التي تكرههم لا تجرؤ على انتقادهم. وهم يخشون لفت المزيد من الاهتمام إلى الفجوة بين تصريحاتهم الفاترة الداعمة للفلسطينيين وانخراط الحوثيين في الصراع نصرة لغزة. ويخشى بعضهم من أن يصبح أيضاً أهدافاً لصواريخ الحوثيين.
- نظر القادة العرب منذ فترة طويلة إلى الحوثيين على أنهم وكلاء لإيران، المورد العسكري الرئيسي للجماعة، لكن بعض المراقبين يقولون الآن إن الحقيقة قد تكون أسوأ من ذلك: أن الحوثيين متصلبون لا يخضعون لأحد.
- دفعت أزمة البحر الأحمر العالم العربي -والسعودية على وجه الخصوص- إلى معضلة مؤلمة. يعمل الدبلوماسيون السعوديون منذ سنوات على خطة سلام طموحة من شأنها أن تخفف العزلة السياسية والاقتصادية للحوثيين وتصالحهم مع منافسيهم في الحكومة اليمنية "الشرعية" في الجنوب (التي تسيطر ربما على 30% من السكان).
ولكن الآن، ومع ظهور دليل جديد مثير على تحدي الحوثيين، يواجه السعوديون احتمال أن تؤدي الحرب الأمريكية والغربية عليهم إلى جعلهم أكثر قوة وخطورة.
- موقف الحركة الحوثية من الحرب على غزة أكثر تقدما من أي طرف آخر، وحتى من إيران. وعلى الرغم من أن العلاقة الوثيقة بينهما، يبدو أن الحوثيين يتمتعون باستقلالية كبيرة وقيل إنهم تجاهلوا النصائح الإيرانية عدة مرات في الماضي.
- يتحمل النظام السعودي بعض اللوم في صنع هذه الحركة المستعلية المتصلبة بعد أن تدخلوا بهياج وتهور في اليمن لسنوات عديدة.
- وفي أوائل عام 2015، بعد أشهر قليلة من الاستيلاء على العاصمة صنعاء، وقَع الحوثيون اتفاقا مع إيران، التي كانت تزودهم بالأسلحة والتدريب خلسة. وبدأ الحوثيون في تسيير 14 رحلة جوية أسبوعيا بين صنعاء وطهران، وأرسل الحرس الثوري الإيراني ضباطا وأسلحة مباشرة إلى حلفائه الجدد في محور المقاومة. وكان هذا أكثر من اللازم بالنسبة للرياض، فقام النظام السعودي بتشكيل تحالف وأعلنوا الحرب. وقد دعمتهم إدارة أوباما على مضض، خوفاً من أن يتم جرها إلى حرب بالوكالة ضد إيران.
- كان الحوثيون محظوظين دائما بأعدائهم. وقد حصلوا على ما أرادوا في الاتفاق المُبرم مع السعودية بمال هو أبعد من إنهاء الحرب. ويرفضون السماح للسعوديين بالتعامل معهم بالطريقة نفسها التي يتعاملون بها مع "الحكومة الشرعية".
- وليسوا مستعدين، الآن، لتقاسم السلطة مع خصومهم والمنقلبين عليهم، وانخراطهم في الصراع الدائر حول غزة أكسبهم شعبية وتسعة في الداخل والخارجية وثقة بالنفس واغترار بالموقف والزخم. ولم يخفوا رغبتهم في السيطرة على البلاد بأكملها.
- وحتى نقاط ضعف الحوثيين مصدر خطر، لأنها تعزز اعتمادهم على الحرب. وحكومتهم عاجزة ومفلسة. فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية، وانهارت قدرة اليمن على تصدير العمالة، وهي الدعامة الأساسية لليمن لعقود من الزمن، وانخفضت التحويلات المالية من الخارج، وأصبحت الظروف أسوأ. وانخفضت تدفقات المعونة الغذائية على الرغم من أن ما يقرب من 80 في المائة من السكان يعتمدون عليها. تتضمن خريطة الطريق صيغة لتقاسم الإيرادات من احتياطيات النفط والغاز في اليمن، التي تقع خارج منطقة سيطرة الحوثيين، لكن المتشككين يقولون إن الكراهية المتبادلة ستفسد ذلك. ولا يخفي بعض المراقبين قلقهم من أن وقف إطلاق النار الذي دام عامين ربما لا يصمد طويلا.