التوسع العسكري الروسي في إفريقيا

 
مالي بوابة "فاغنر" لمنطقة الساحل:
 
- عملت روسيا على توسيع وجودها العسكري في ليبيا، وكذلك في دول إفريقية أخرى مثل مالي والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى. ورأس الحربة في هذا التمدد العسكري الروسي، هم شبكة المرتزقة "فاغنر"، وهي شركة عسكرية روسية خاصة، وكان يسيطر عليها بريجوزين، حليف فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، قبل وفاته في أغسطس الماضي في حادث تحطم طائرة في روسيا.
قائد "فاغنر" السابق، بريغوزين

 ومنذ ذلك الحين، تحركت وزارة الدفاع الروسية لتولي عقود "فاغنر" المربحة في مجالات الأمن وتعدين الذهب والخدمات النفطية، فضلاً عن علاقاتها مع القادة الأفارقة مثل حفتر.

التقى حفتر مع بوتين في موسكو في سبتمبر الماضي، وأفادت التقارير، حينها، بأن بوتين وحفتر يخططان للتوصل إلى اتفاق دفاعي قد يؤدي إلى إنشاء قاعدة بحرية روسية في شرق ليبيا.
- من المحتمل أن يسيطر كيان حكومي روسي جديد يسمى "الفيلق الإفريقي"، وشركتان روسيتان خاصتان (كونفوي وريدوت) على المجموعة العسكرية الروسية "فاغنر".
- ويشمل ذلك استئناف العمليات المربحة لمجموعة "فاغنر" في إفريقيا: في السودان وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والآن في بوركينا فاسو وربما غدا في النيجر.
وقد سمح الوصول إلى المواد الخام للقارة لروسيا بجمع عدة مليارات من الدولارات، بما في ذلك 2.5 مليار منذ فبراير 2022 من تصدير الذهب الأفريقي وفقًا لتقرير حديث صادر عن The Blood Gold. 

 - وتطور "فاغنر" كان سريعا ومثيرا، فبعد انتشارها في سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد (2015)، وفي ليبيا إلى جانب الجنرال حفتر (2018)، أنشأت فاغنر موطئ قدم لها في السودان (نهاية عام 2017) وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى (بداية عام 2018). ثم جاء وقت الإخفاقات الأولى: في موزمبيق عام 2019، حيث مكثوا 4 أشهر فقط، وفي ليبيا حيث فشل دعمهم لهجوم الجنرال حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس.

- وبداية من عام 2021، تنتعش شبكة "فاغنر" في إفريقيا الناطقة بالفرنسية. قفي مالي، بعد انقلاب أغسطس 2021، استدعى المجلس العسكري بقيادة "عاصمي غويتا" مرتزقة روس وقطع التعاون العسكري مع فرنسا. وأنشأت مجموعة فاغنر موطئ قدم لها في مالي بتكلفة "10 ملايين دولار شهرياً".
- وإذا كانت التجربة السورية هي أساس عرضها العسكري وقدرتها على حماية الأنظمة ونموذج تجاري معين، فإن الأنشطة الإفريقية للمجموعة العسكرية تظهر تنوع عروض الخدمات التي تقدمها القوات الروسية الخاصة.
- وهذه الشبكة لا تقدم خدمات عسكرية لخمس دول على الأقل في القارة فحسب، بل تقدم أيضًا عمليات نفوذ سياسي وشبكات تهريب الموارد الطبيعية أو أنواع أخرى لعشرات الدول الإفريقية.
- في ليبيا والسودان، يستهدف الروس المنافذ البحرية في بورتسودان وبنغازي لأسطولهم العسكري وأنشطتهم.
- وكان الغرض من الزيارات المكثفة في الأشهر الأخيرة بين الرجل القوي في شرق ليبيا، المشير خليفة حفتر، وموسكو، وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق ينص على توريد أنظمة الدفاع الجوي وتدريب الطيارين. مقابل تمكين الروس من القواعد الجوية والبحرية في ليبيا.
- وفي السودان، تُعد "فاغنر" داعمًا وشريكًا لميلشيات الدعم السريع التابعة للجنرال "حميدتي"، مثل المشير حفتر في ليبيا والرئيس التشادي إدريس كاكا ديبي. وهو محور يمكن أن يفيد الشركات العسكرية الخاصة الروسية.
- وفي مالي، تواصل شبكة "فاغنر" عملها إلى جانب القوات المسلحة المالية في الحرب ضد حماعات العنف المسلح وحركة أزواد، والطوارق من أبرز مكنواتها. ولا شك في أن الاستيلاء على كيدال في 14 نوفمبر 2023 يشكل نجاحا طرفيا مهماً لباماكو، كما لجماعة "فاغنر" التي ميزت نفسها برفع علمها على حصن المدينة التي هجرتها قوات الطوارق.
- في 22 مايو 2023، ذكرت تقارير أن مالي تُستعمل وسيطا لشراء الأسلحة لروسيا. وهذا باستعمال شبكة "فاغنر" ومواقعها في إفريقيا للتحايل على العقوبات الدولية المفروضة على روسيا. إذ تقوم مالي بشراء أسلحة ومعدات عسكرية من دول مختلفة (الصين وتركيا وغيرها) ويتم تسليمها عبر ميناء كوناكري، ويعرضها المجلس العسكري في باماكو على شاشات التلفاز، ثم يُعاد شحن جزء منها بطائرة شحن إلى دمشق (سوريا) وأخيرا إلى روسيا.
- وللمجلس العسكري المالي أيضا حضور مهم في توسيع الأنشطة الروسية غير الرسمية في منطقة الساحل. أقام الجيش المالي العلاقات الأولية بين المسؤولين الروس والقوة العسكرية البوركينابية بعد استيلاء النقيب إبراهيم تراوري على السلطة في سبتمبر 2022. واستدعى مرتزقة "غاعنر" الروسي لضمان أمنه.
- وبخصوص المجلس العسكري الانقلابي في النيجر، سهّلت السلطة العسكرية في باماكو اتصالات الانقلابيين في النيجر الرسمية الأولى مع روسيا والشركات العسكرية الخاصة الروسية. وفي بداية أغسطس 2023، عُقد اجتماع بين الوفد الروسي والجنرال ساليفو مودي، وزير الدفاع النيجري، الذي يعتبر الرجل الثاني في المجلس العسكري النيجيري، وكان هذا في باماكو.
مالي بوابة "فاغنر" لمنطقة الساحل
- من المحتمل أن يسيطر كيان حكومي روسي جديد يسمى "الفيلق الإفريقي"، وشركتان روسيتان خاصتان (كونفوي وريدوت) على المجموعة العسكرية الروسية "فاغنر".
- ويشمل ذلك استئناف الأنشطة المربحة لمجموعة "فاغنر" في إفريقيا: في السودان وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والآن في بوركينا فاسو وربما غدا في النيجر.
وقد سمح الوصول إلى المواد الخام للقارة لروسيا بجمع عدة مليارات من الدولارات، بما في ذلك 2.5 مليار منذ فبراير 2022 من تصدير الذهب الأفريقي وفقًا لتقرير حديث صادر عن The Blood Gold.
- وتطور "فاغنر" كان سريعا ومثيرا، فبعد انتشارها في سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد (2015)، وفي ليبيا إلى جانب الجنرال حفتر (2018)، أنشأت فاغنر موطئ قدم لها في السودان (نهاية عام 2017) وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى (بداية عام 2018). ثم جاء وقت الإخفاقات الأولى: في موزمبيق عام 2019، حيث مكثوا 4 أشهر فقط، وفي ليبيا حيث فشل دعمهم لهجوم الجنرال حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس.
- وبداية من عام 2021، تنتعش شبكة "فاغنر" في إفريقيا الناطقة بالفرنسية. قفي مالي، بعد انقلاب أغسطس 2021، استدعى المجلس العسكري بقيادة "عاصمي غويتا" مرتزقة روس وقطع التعاون العسكري مع فرنسا. وأنشأت مجموعة فاغنر موطئ قدم لها في مالي بتكلفة "10 ملايين دولار شهرياً".
- وإذا كانت التجربة السورية هي أساس عرضها العسكري وقدرتها على حماية الأنظمة ونموذج تجاري معين، فإن الأنشطة الإفريقية للمجموعة العسكرية تظهر تنوع عروض الخدمات التي تقدمها القوات الروسية الخاصة.
- وهذه الشبكة لا تقدم خدمات عسكرية لخمس دول على الأقل في القارة فحسب، بل تقدم أيضًا عمليات نفوذ سياسي وشبكات تهريب الموارد الطبيعية أو أنواع أخرى لعشرات الدول الإفريقية.
- في ليبيا والسودان، يستهدف الروس المنافذ البحرية في بورتسودان وبنغازي لأسطولهم العسكري وأنشطتهم.
- وكان الغرض من الزيارات المكثفة في الأشهر الأخيرة بين الرجل القوي في شرق ليبيا، المشير خليفة حفتر، وموسكو، وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق ينص على توريد أنظمة الدفاع الجوي وتدريب الطيارين. مقابل تمكين الروس من القواعد الجوية والبحرية في ليبيا.
- وفي السودان، تُعد "فاغنر" داعمًا وشريكًا لميلشيات الدعم السريع التابعة للجنرال "حميدتي"، مثل المشير حفتر في ليبيا والرئيس التشادي إدريس كاكا ديبي. وهو محور يمكن أن يفيد الشركات العسكرية الخاصة الروسية.
- وفي مالي، تواصل شبكة "فاغنر" عملها إلى جانب القوات المسلحة المالية في الحرب ضد حماعات العنف المسلح وحركة أزواد، والطوارق من أبرز مكنواتها. ولا شك في أن الاستيلاء على كيدال في 14 نوفمبر 2023 يشكل نجاحا طرفيا مهماً لباماكو، كما لجماعة "فاغنر" التي ميزت نفسها برفع علمها على حصن المدينة التي هجرتها قوات الطوارق.
- في 22 مايو 2023، ذكرت تقارير أن مالي تُستعمل وسيطا لشراء الأسلحة لروسيا. وهذا باستعمال شبكة "فاغنر" ومواقعها في إفريقيا للتحايل على العقوبات الدولية المفروضة على روسيا. إذ تقوم مالي بشراء أسلحة ومعدات عسكرية من دول مختلفة (الصين وتركيا وغيرها) ويتم تسليمها عبر ميناء كوناكري، ويعرضها المجلس العسكري في باماكو على شاشات التلفاز، ثم يُعاد شحن جزء منها بطائرة شحن إلى دمشق (سوريا) وأخيرا إلى روسيا.
- وللمجلس العسكري المالي أيضا حضور مهم في توسيع الأنشطة الروسية غير الرسمية في منطقة الساحل. أقام الجيش المالي العلاقات الأولية بين المسؤولين الروس والقوة العسكرية البوركينابية بعد استيلاء النقيب إبراهيم تراوري على السلطة في سبتمبر 2022. واستدعى مرتزقة "غاعنر" الروسي لضمان أمنه.
- وبخصوص المجلس العسكري الانقلابي في النيجر، سهّلت السلطة العسكرية في باماكو اتصالات الانقلابيين في النيجر الرسمية الأولى مع روسيا والشركات العسكرية الخاصة الروسية. وفي بداية أغسطس 2023، عُقد اجتماع بين الوفد الروسي والجنرال ساليفو مودي، وزير الدفاع النيجري، الذي يعتبر الرجل الثاني في المجلس العسكري النيجيري، وكان هذا في باماكو.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.