يفتقر الجيش الأوكراني إلى مجموعة متنوعة من الموارد، من المعدات الشخصية إلى الذخيرة والمركبات والصواريخ المضادة للطائرات. وبمتوسط عمر يبلغ 45 عامًا، يخوض الجيش الأوكراني الآن حربًا معقدة متعثرة، ويواج خطرا كبيرا من أن يفتح الروس جبهتين جديدتين، مما يزيد من تعقيد الوضع الفوضوي للقوات الأوكرانية.
سوف تؤدي هذه الحصون الأخيرة المتبقية إلى تأخير التقدم الروسي، ولكن ما هي الآفاق المستقبلية لأوكرانيا بعد أن يتوقف الحلفاء أو يتأخرون عن تسليم الأسلحة؟ لا شيء حتى الآن. وعند اجتياز الروس لهذه الدفاعات المتبقية، سيكون لديهم طريق مفتوح إلى الوسط والشمال، مع وجود مدن كبرى تعترضهم.
وعلى الرغم من أن الروس فقدوا عددا كبيرا من الدبابات في أوكرانيا، إلا أنهم نشروا حاليا عددا من الدبابات هناك يفوق العدد الإجمالي الذي تمتلكه جيوش جميع الدول الأوروبية، دون احتساب الاحتياطيات الروسية.
والقادم أكثر قتامة بالنسبة لأوكرانيا. وبعد حل مشكلة القصور في مجال الإلكترونيات، وفتح مصنع جديد للمحركات، وتوسيع مصانع براميل الأسلحة، اتضح أنهم يستعدون لحرب طويلة الأمد، مع منحنى إنتاج يفوق خصمهم، وهذا لا يأخذ في الاعتبار حتى الدعم الكوري الشمالي.
فهل هناك أي تحول محتمل في هذا التوازن لصالح أوكرانيا؟ من المستبعد جدًا أن يكون ثمة جواب الآن.
تقسيم أوكرانيا
بعد السيطرة على أفدييفكا، يستهدف الروس الآن كراماتورسك وسلافيانسك وتشاسيف يار، وهي ثلاثة من الحصون الأربعة المتبقية التي تهدف إلى تأخير التقدم الروسي.
ويبدو أن الوضع أكثر حدة مما كان عليه قبل أشهر، خاصة بالنظر إلى النشاط المتزايد لسلاح الجو الروسي على الجبهة بسبب عدم وجود دفاعات مضادة للطائرات من الوحدات الأوكرانية.
لماذا يعتبر الوضع خطيرا جدا بالنسبة للجيش الأوكراني في هذه المرحلة من الحرب؟
الجبهة بأكملها تواجه نقصاً كبيراً، والروس يزيدون الضغط. والسؤال ليس ما إذا كان الروس سيفتحون جبهات جديدة، بل متى سيفعلون ذلك.
والتفاوض في هذه اللحظة ليس بالأمر السهل، الروس يتقدمون، ولا يبدو أن أحدا على منع تقسيم أوكرانيا.
أما في أي تفاوض مستقبلي حول إنهاء الحرب، لا يزال الغرب يحتفظ ببعض الأوراق الضاغطة ليحضرها إلى طاولة المفاوضات مع بوتن، ولكن يبدو أن أوكرانيا المقسمة ونزع السلاح شروط لا مفر منها في تقدير بعض المراقبين.
فالغرب لن يقبل الهزيمة في أوكرانيا، وكلما مر الوقت، قلَت الأراضي التي يستطيع الأوكرانيون الاحتفاظ بها. نعم، إنه لأمر مهين أن تُهزم أربعون دولة، ولكن كلما أسرعت في التفاوض، تمكن الأوكرانيون من الاحتفاظ بالمزيد من الأراضي.