دولة الميلشيات بقيادة "حميدتي"

 
قائد ميلشيات "الدعم السريع" في السودان، الجنرال حميدتي، الذي يخوض حربا طاحنة ضد قوات الجيش السودان ليس حالة معزولة أو تمرد داخلي محدود، بل اتضح مع الوقت أنه ذو طموح كبير وأوسع من حدود السودان، مشروعه السياسي مُمتدَ وعابر للحدود، من شرق افريقيا إلى وسمها إلى منطقة للساحل، سيسمح للعرقيات أو المكونات الإفريقية المستميتة في المطالبة بمشاريعها التاريخية كدولة "التوتسي الكبرى" و"الفولاني العظمى" و"الطوارق".
 
وتدرك بعض العواصم الإفريقية خطورة المشروع السياسي العابر للحدود الذي يقوده قائد مليشيات "الدعم السريع"، حميدتي، مع المخزون الهائل من المرتزقة المُمول من نهب المعادن الثمينة ودعم إقليمي، ويقوض مفهوم الدولة الوطنية في إفريقيا، والكل يعلم أن قدرات "حميدتي" السياسية محدودة ووعيه متدنَ جدا، وإنما هو واجهة وأداة فعالة في مشروع طموح أكبر منه، يعتمد سياسة التفتيت والتقويض لبسط السيطرة والتمكن.
 
والفراغ يستغله الأكثر نشاطا والأسرع مواكبة وتفاعلا مع التحولات وليس الأكثر ذكاء، وحتى الآن تُرك "حميدتي" يعبث في السودان ومشروعه ممتد من دون أي ردع، بل يلقى دعما من دول إفريقية، وخاصة من إثيوبيا وأوغندنا (وكلاهما مرتبط بالكيان الإسرائيلي)، والجنرال المنشق خليفة حفتر، الذي يسيطر على الشرق الليبي.
 

ويعزو مراقبون استمرار اجتماع واشنطن مع الممثلين المتحالفين مع ميلشيات الدعم السريع، بقيادة الجنرال "حميدتي"، إلى الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأن قوات الدعم السريع كانت ستنتصر في الحرب، أو بتعبير أكثر دقة: أن القوات المسلحة السودانية لم تكن قادرة على الفوز.

أما السبب الآخر، فهو الخوف من أن يؤدي دعم القوات المسلحة السودانية إلى عودة الإسلاميين إلى السلطة. ويعكس هذا وذاك نجاح الدعاية التي تقوم بها قوات الدعم السريع، وكلاهما غير صحيح.

الرسائل الإخبارية

للاطلاع على آخر مقالات "موقع الندوة"، نرجو الاشتراك في خدمة جديد الندوة التي تصل إلى بريدكم الإلكتروني مباشرة من الموقع.